سيدي الكريم و المفدى و المبجل و العظيم :
تحية و بعد
نحن مواطنون لا نفقه شيئا لذلك لن أناقش و لا حتى أحاول أن أفهم محتويات جنابك إنصياعا لصيغة " إلجام العوام " لأبي حامد الغزالي كما يطلب مريدوك ، فقهاء سيادتكم و المعبرين عن إرادتكم .
سيدي تنبلج صورتكم فجأة كضامن لحقوقنا ، و قد ارتكبنا خطيئة سيدي حين ارتضينا خرق ثوبك . لكن
إغفر جهلنا سيدي ، فقد أشكلت علينا بعض الأمور و نحن جهلة كما تعلم .
لكنني أسأل جنابكم
كيف لم تحاسبهم سيدي لتقتيلهم زعماء الوطن ؟ لإغتيالهم شبابا فقط لأنهم في المعسكر غير المضمون لديهم ؟ لإعتادائهم على مثقفينا ؟ على المعطلين ؟ على مقرات يحتمي بسلطتها الشغالون و المفقرون ؟ على متاحف و دور ثقافة هي عزة لهذه البلاد ؟ على سياح أحبوا شواطئنا و عشقوا هذا الوطن ؟
سيدي الدستور أترتضي بعد ميلادك أن يباع الشعب و يشترى بكراتين مساعدات ثمنها أصلا من جيبه و عرقه و معاناته ؟ هل تكون نصيرا لمن سلموا رضعا لأهاليهم في كراطين ؟
سيدي لقد أصبحت الكراطين ثقافة لشعب يأكل من المزابل.
هل تعلمون جنابكم و بعد ولادتكم على أيدي حفنة من الجهلة و السماسرة و المرتزقة ، يموت أبناؤنا غرقا ، لا على مراكب الهجرة السرية – اللانظامية فقط ، يل وفي البالوعات أيضا ؟أبناؤنا ماتوا حرقا نتيجة إخلالات تقنية بالمبيتات . ضبت الحة العمومية ، التعليم ، أجهز على النقل العمومي ، عطل الإنتاج في كل المؤسسات العمومية ، ارتفعت الأسعار و فقر الشعب فأين كنت يا سيدي جنابك ؟ أين كان فقهاؤك و مناصروك ؟
بيعت الثروات و المؤسسات ، ماتت النساء العاملات المضطهدات أصلا على الطرقات و لم يرف لكم جفن ، تعمدوا نشر الوباء و القتل الممنهج للشعب ، عروا الأطفال في الشوارع و سحلوهم ، باعونا و باعوا اقتصدنا لأمم هي دوننا ، حرقوا المحاصيل و استوردوا ، و..... و..... و..... و..... ، حتى الذاكرة لم تعد تسعف من فرط الجرائم ، فأين كانوا ؟ وأين كنت ؟
عذرا سيدي لم نعد نحتمل .
لكن دعني و من خلالك أسأل : قياداتنا السياسية المتباكية على الديمقراطية – و أغلبهم ترشحوا للرئاسيات - لو كنتم في نفس الوضع ما تراكم فاعلين ؟ هل تذرون الناس للسرطان ؟ لقد أسعفكم زمانكم بالسقوط يدل سقوط مدو أمام شعبكم .
جباهذة القانون والمحللين : ماذا لو كنتم عمالا أو عاطلين ، هل كنتم ستقفون حيث تقفون ؟
زعماء الفكر و المحللين : هل الثورة لحظة أم سياقا يتكرس موضوعيا و يتطور ؟
للثوريين : إن خطوة إلى الأمام لا يجب أن تخيفكم و حتى إن كانت خاطئة ، ما هو دوركم ؟
ثم أقول جنابكم قد علم الشعب أعداءه و المتاجرين . تعرت كل الوجوه و بان المنافقون ، وتونس تمضي فدما بأبنائها المخلصين و هم من رحم الهزيمة قادمون .
إعلموا حضرتكم بأنهم من نضوا عنك ثوب الوقار
فقط إعلم و أعلمهم جنابكم بأن المسار يستمر
أخيرا سيدي إن كنت كما يزعمون ، فطز فيك ثم فيهم ثم في كل القوانين
و شكرا
محمد بن سالم : 04/08/2021